وقال ابن عطية :
﴿ وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ﴾
قالت فرقة : المراد آدم كان أمة واحدة ثم اختلف الناس بعد في أمر ابنيه وقالت فرقة : المراد نسم بنيه إذ استخرجهم الله من ظهره وأشهدهم على أنفسهم وقالت فرقة : المراد آدم وبنوه من لدن نزوله إلى قتل أحد ابنيه الآخر، وقالت فرقة : المراد ﴿ وما كان الناس إلا أمة واحدة ﴾ في الضلالة والجهل بالله فاختلفوا فرقاً في ذلك بحسب الجهالة، ويحتمل أن يكون المعنى كان الناس صنفاً واحداً معداً للاهتداء، واستيفاء القول في هذا متقدم في سورة البقرة في قوله ﴿ كان الناس أمة واحدة ﴾ [ البقرة : ٢١٣ ]. وقرأ الحسن بن أبي الحسن وأبو جعفر ونافع وشيبة وأبو عمرو " لقُضِي بينهم " بضم القاف وكسر الضاد، وقرأ عيسى بن عمر " لقَضى " بفتحهما على الفعل الماضي، وقوله ﴿ ولولا كلمة سبقت من ربك ﴾ يريد قضاءه وتقديره لبني آدم بالآجال الموقتة، ويحتمل أن يريد الكلمة، في أمر القيامة وأن العقاب والثواب إنما كان حينئذ. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾