وقال الخازن :
قوله سبحانه وتعالى :﴿ وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ﴾
يعني : فتفرقوا إلى مؤمن وكافر يعني كانوا جميعاً الدين الحق وهو دين الإسلام ويدل على ذلك أن آدم عليه السلام وذريته كانوا على دين الإسلام إلى أن قتل قابيل هابيل ثم اختلفوا.
وقيل : بقوا على ذلك إلى زمن نوح عليه السلام ثم اختلفوا فبعث الله نوحاً.
وقيل : إنهم كانواعلى دين الإسلام وقت خروج نوح ومن معه من السفينة ثم اختلفوا بعد ذلك وقيل كانوا على دين الإسلام من عهد إبراهيم الخليل عليه السلام إلى أن غيره عمرو بن لحي.
فعلى هذا القول، يكون المراد من الناس في قوله ﴿ وما كان الناس إلا أمة واحدة ﴾ العرب خاصة.
وقيل : كان الناس أمة واحدة في الكفر.
وهذا لقول منقول عن جماعة من المفسرين ويدل عليه قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة :
﴿ فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ﴾ وتقديره : أنه لا مطمع في أن يصير الناس على دين واحد فإنهم كانوا أولاً على الكفر وإنما أسلم بعضهم ففيه تسلية للنبي ( ﷺ ).
وقيل : كان الناس أمة واحدة.
وليس في الآية ما يدل على أي دين كانوا من إيمان أو كفر فهو موقوف على دليل من خارج.
وقيل : معناه أنهم كانوا في أول الخلق على الفطرة السليمة الصحيحة ثم اختلفوا في الأديان وإليه الإشارة بقوله ( ﷺ ) :" كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " والمراد بالفطرة في الحديث، فطرة الإسلام.


الصفحة التالية
Icon