وقال السمرقندى :
قوله تعالى :﴿ وَإِذَا أَذَقْنَا الناس ﴾
يعني : أصبنا الناس ﴿ رَحْمَةً ﴾، يعني : المطر، ويقال : العافية، ﴿ مّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ ﴾، من بعد القحط ومن بعد الشدة والبلاء.
﴿ وَإِذَا أَذَقْنَا الناس رَحْمَةً مّن ﴾، يعني : تكذيباً بالقرآن، ويقال : تكذيباً بنعمة الله تعالى، ويقولون : سقينا بنوء كذا ولا يقولون : هذا من رزق الله تعالى، وقال القتبي :﴿ وَإِذَا أَذَقْنَا الناس رَحْمَةً مّن ﴾ يعني : قولهم بالطعن والحيلة ليجعلوا لتلك الرحمة سبباً آخر ﴿ قُلِ الله أَسْرَعُ مَكْرًا ﴾، يعني : أشد عذاباً وأشد أخذاً.
﴿ إِنَّ رُسُلَنَا ﴾ الحفظة ﴿ يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ﴾، يعني : الحفظة يكتبون ما تقولون من التكذيب. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ وَإِذَآ أَذَقْنَا الناس ﴾
يعني الكفار ﴿ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُمْ ﴾ أي راحة ورخاء بعد شدة وبلاء، وقيل : عنى به القطر بعد القحط ﴿ إِذَا لَهُمْ مَّكْرٌ في آيَاتِنَا ﴾ قال مجاهد : استهزاء وتكذيب. مقاتل بن حسان : لا يقولون هذا رزق الله فإنما يقولون : سقينا بنوء كذا وهو قوله :﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾ [ الواقعة : ٨٢ ] ﴿ قُلِ الله أَسْرَعُ مَكْراً ﴾ أعجل عقوبة وأشد أخذاً وأقدر على الجزاء، وقال مقاتل صنيعاً. ﴿ إِنَّ رُسُلَنَا ﴾ حفظتنا ﴿ يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ﴾ قرأ العامة بالتاء لقوله، وقراءة الحسن ومجاهد وقتادة ويعقوب : يمكرون بالياء لقوله :﴿ إِذَا لَهُمْ ﴾ وهي رواية هارون عن أبي عمرو. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٥ صـ ﴾