وفي رواية أبي ربيعة عن ابن كثير ﴿ ولأدراكم ﴾ بلام التوكيد وهي الواقعة في جواب ﴿ عَلَيْهِمْ لَوْ ﴾ أب لو شاء الله ما تلوته عليكم ولأعلمكم به على لسان غيري على معنى أنه الحق الذي لا محيص عنه لو لم أرسل به لأرسل به غيري، وجيء باللام هنا للإيذان بأن إعلامهم به على لسان غيره ﷺ أشد انتفاء وأقوى، ولعل ﴿ لا ﴾ في القراءة الأولى لأنه يغتفر في التابع ما لا يغتفر في المتبوع وإلا فهي لا تقع في جواب ﴿ لَوْ ﴾ فلا يقال : لو قام زيد لا قام عمرو بل ما قام، ومن هنا نص السمين على أنها زائدة مؤكدة للنفي.
وروي عن ابن عباس.
والحسن.
وابن سيرين أنهم قرأوا ﴿ وَلاَ ﴾ بإسناد الفعل إلى ضميره ﷺ كالفعل السابق، والأصل ولا أدريتكم فقلت الياء ألفا على لغة من يقلب الياء الساكنة المفتوح ما قبلها ألفا وهي لغة بلحرث بن كعب وقبائل من اليمن حتى قلبوا ياء التثنية ألفا وجعلوا المثنى في جميع الأحوال على لفظ واحد وحكى ذلك قطرب عن عقيل.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر.
وغيرهما عن الحسن أنه قرأ ﴿ وَلاَ ﴾ بهمزة ساكنة فقيل : إنها مبدلة من الألف المنقلبة عن الياء كما سمعت وقيل : إنها مبدلة من الياء ابتداء كما يقال في لبيت لبئت وعلى القولين هي غير أصلية، وجاء ذلك في بعض اللغات كما نص عليه غير واحد، وجوز أن تكون أصلية على أن الفعل من الدرء وهو الدفع والمنع ويقال أدرأته أي جعلته دارئاً أي دافعاً، والمعنى ولا جعلتكم بتلاوته خصماء تدرءونني بالجدال.
وقرىء ﴿ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ ﴾ بالهمز وتركه أيضاً مع إسناد الفعل إلى ضمير الله تعالى.
وأخرج سعيد بن منصور.


الصفحة التالية
Icon