وقال ابن عطية :
﴿ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ﴾
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم والحسن وشيبة وغيرهم، " نحشرهم " بالنون، وقرأت فرقة :" يحشرهم " بالياء، والضمير في " يحشرهم " عائد على جميع الناس محسنين ومسيئين، و﴿ مكانكم ﴾ نصب على تقدير لازموا مكانكم وذلك مقترن بحال شدة وخزي، و﴿ مكانكم ﴾ في هذا الموضع من أسماء الأفعال إذ معناه قفوا واسكنوا، وهذا خبر من الله تعالى عن حالة تكون لعبدة الأوثان يوم القيامة يؤمرون بالإقامة في موقف الخزي مع أصنامهم ثم ينطق الله الأصمام بالتبري منهم. وقوله :﴿ وشركاؤكم ﴾، أي الذين تزعمون أنتم أنهم شركاء لله، فأضافهم إليهم لأن كونهم شركاء إنما هو بزعم هؤلاء وقوله ﴿ فزيلنا بينهم ﴾ معناه فرقنا في الحجة والذهب وهو من زلت الشيء عن الشيء أزيله، وهو تضعيف مبالغة لا تعدية، وكون مصدر زيل تزييلاً، يدل على أن زيل إنما هو فعل لا فيعل، لأن مصدره كان يجيء على فيعلة، وقرأت " فزايلنا "، وروي عن النبي ﷺ أن الكفار إذ رأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب قيل لهم اتبعوا ما كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد هؤلاء فتقول الأصنام : والله ما كنا نسمع أو نعقل :﴿ ما كنتم إيانا تعبدون ﴾ فيقولون والله لإياكم كنا نعبد فنقول الألهة ﴿ كفى بالله شهيداً ﴾ الآية. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon