وأخرج أبو الشيخ عن السدى أن الأولى منسوخة بالثانية ولا يخفى ما فيه ﴿ وَضَلَّ ﴾ أي ضاع وذهب ﴿ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ﴾ من أن آلهتهم تشفع لهم أو ما كانوا يدعون أنها شركاء لله عز وجل، و﴿ مَا ﴾ يحتمل أن تكون موصولة وأن تكون مصدرية والجملة معطوفة على قوله سبحانه :﴿ رُدُّواْ ﴾ ومن الناس من جعلها عطفاً على ﴿ زيلنا ﴾ [ يونس : ٢٨ ] وجملة ردو معطوفة على جملة تبلو الخ داخلة في الاعتراض وضمير الجمع للنفوس المدلول عليها بكل نفس، والعدول إلى الماضي للدلالة على التحقق والتقرر، وإيثار صيغة الجمع للإيذان بأن ردهم إليه سبحانه يكون على طريق الاجتماع ومذا ذكرناه أولى لفظاً ومعنى.
وتعقب شيخ الإسلام جعل الضمير للنفوس وعطف ﴿ رُدُّواْ ﴾ على ﴿ تبلو ﴾ الخ بأنه لا يلائمه التعرض لوصف الحقية في قوله سبحانه :﴿ الله مولاهم الحق ﴾ فإنه للتعريض بالمردودين ثم قال : ولئن اكتفى فيه بالتعريض ببعضهم أو حمل ﴿ الحق ﴾ على معنى العدل في الثواب والعقاب أي مع تفسير المولى بمتولي الأمور فقوله سبحانه :﴿ وَضَلَّ ﴾ الخ مما لا مجال فيه للتدارك قطعاً فإن ما فيه من الضمائر الثلاثة للمشركين فيلزم التفكيك حتماً، وتخصيص كل نفس بالنفوس المشركة مع عموم البلوي للكل يأباه مقام تهويل المقام انتهى، والظاهر أنه اعتبر عطف ﴿ وَضَلَّ عَنْهُم ﴾ الخ على ﴿ رُدُّواْ ﴾ مع رجوع ضميره للنفوس وهو غير ما ذكرناه فلا تغفل. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١١ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon