وقال السمرقندى :
قوله تعالى :﴿ والله يَدْعُو إلى دَارِ السلام ﴾
يعني : يدعو إلى عمل الجنة، ﴿ وَيَهْدِى مَن يَشَاء إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾، وهو الدين القيم، ويقال : إن عطاءه على قسمين خاص وعام، فأما العطاء الخاص فالتوفيق والعصمة واليقين، وأما العطاء العام فالصحة والنعمة والأمن.
والدعوة هنا عامة والهداية خاصة، فقد دعا جميع الناس بقوله :﴿ والله يَدْعُو إلى دَارِ السلام ﴾ ثم قال :﴿ وَيَهْدِى مَن يَشَاء إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ فجعل الهداية خاصة لأنها فضله وفضل الله يؤتيه من يشاء.
وقال قتادة :﴿ والله يَدْعُو إلى دَارِ السلام ﴾ والله هو السلام وداره الجنة.
ويقال : السلام هو السلامة.
وإنما سميت الجنة دار السلام، لأنها سالمة من الآفات والأمراض وغير ذلك.
روى أبو أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس أن النبي ﷺ قال :" نَاَمَتْ عَيْنِي وَعَقَلَ قَلْبِي وَسَمِعَتْ أُذُنِي، ثُمَّ قِيلَ لِي : إِنَّ سَيِّداً بَنَى دَاراً وَصَنَعَ مَائِدَةً وَأَرْسَلَ دَاعِياً، فَمَنْ أَجَابَ الدَّاعِيَ دَخَلَ الدَّارَ وَأَكَلَ مِنَ المَائِدَةِ وَرَضِيَ عَنْهُ السَّيِّدُ " فالله تعالى هو السيد، والدار الإسلام، والمائدة الجنة، والداعي محمد ﷺ ﴿ وَيَهْدِى مَن يَشَاء ﴾ يكرم من يشاء بالمعرفة من كان أهلاً لذلك ﴿ إلى صراط مُّسْتَقِيمٍ ﴾ إلى دين الإسلام. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾