وقال الخازن :
قوله سبحانه وتعالى :﴿ والله يدعو إلى دار السلام ﴾
لما ذكر الله زهرة الحياة الدنيا وأنها فانية زائلة لا محالة دعا إلى داره والله يدعو إلى دار السلام.
قال قتادة : الله هو السلام وداره الجنة فعلى هذا السلام اسم من أسماء الله ومعناه أنه سبحانه وتعالى سلم من جميع النقائص والعيوب والفناء والتغيير.
وقيل : إنه سبحانه وتعالى يوصف بالسلام لأن الخلق سلموا من ظلمه.
وقيل : إنه تعالى يوصف بالسلام بمعنى ذي السلام أي لا يقدر على تخليص العاجزين من المكاره والآفات إلا هو.
وقيل : دار السلام اسم للجنة وهو جمع سلامة.
والمعنى : أن من دخلها فقد سلم من جميع الآفات، كالموت والمرض والمصائب والحزن والغم والتعب والنكد.
وقيل : سميت الجنة دار السلام لأن الله سبحانه وتعالى يسلم على أهلها أو تسلم الملائكة عليهم.
قيل : إن من كمال رحمة الله وجوده وكرمه على عباده، أن دعاهم إلى جنته التي هي دار السلام.
وفيه دليل على أن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، لأن العظيم لا يدعو إلا إلى عظيم ولا يصف إلا عظيماً، وقد وصف الله سبحانه وتعالى الجنة في آيات كثيرة من كتابه :﴿ ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ﴾ يعني : والله يهدي من يشاء من خلقه إلى صراطه المستقيم وهو دين الإسلام عم بالدعوة أولاً إظهاراً للحجة وخص بالدعوة ثانياً استغناء عن الخلق وإظهاراً للقدرة فحصلت المغايرة بين الدعوتين ( خ ).