: قليل التشكي في المصيبات حافظ...
من اليوم أعقاب الأحاديث في غد
وحمل النقيض على النقيض حسن وطريقة مسلوكة، ولا يخفى أنه لا يتعين على هذين القولين حمل الأكثر على الجميع بل يمكن حمله على ما يتبادر منه أيضاً، ومن الناس من جعل ضمير ﴿ أَكْثَرُهُمْ ﴾ للناس وحينئذٍ يجب الحمل على المتبادر بلا كلفة ﴿ إَنَّ الظن ﴾ مطلقاً ﴿ لاَ يُغْنِى مِنَ الحق شَيْئًا ﴾ فكيف الظن الفاسد والمراد من الحق العلم والاعتقاد الصحيح المطابق للواقع، والجار متعلق بما قبله ﴿ وشيئاً ﴾ نصب على أنه مفعول مطلق أي إغناء ما، ويجوز أن يكون مفعولاً به والجار والمجرور في موضع الحال منه، والجملة استئناف لبيان شأن الظن وبطلانه، وفيه دليل لمن قال : إن تحصيل العلم في الاعتقاديات واجب وإن إيمان المقلد غير صحيح، وإنما لم يؤخذ عاماً للعمليات لقيام الدليل على صحة التقليد والاكتفاء بالظن فيها كما قرر في موضعه.
﴿ شَيْئًا إِنَّ الله عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾ وعيد لهم على أفعالهم القبيحة ويندرج فيها ما حكى عنهم من الإعراض عن البراهين القاطعة واتباع الظنون الفاسدة اندراجاً أولياً.
وقرىء ﴿ تَفْعَلُونَ ﴾ بالالتفات إلى الخطاب لتشديد الوعيد. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١١ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon