وقال السمرقندى :
قوله :﴿ بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ ﴾
يعني : القرآن لم يعلموا ما فيه ؛ ويقال : لم يعلموا ما عليهم بتكذيبهم.
﴿ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ﴾، يعني : ولما يأتهم عاقبة ما وعدوا في هذا القرآن، يعني : سيأتيهم ما وعد لهم، وهو كائن في الدنيا بالعذاب، وفي الآخرة بالنار.
ثم قال :﴿ كذلك كَذَّبَ الذين مِن قَبْلِهِمْ ﴾، هكذا كذب الأمم الخالية رسلهم.
﴿ فانظر كَيْفَ كَانَ عاقبة الظالمين ﴾، يعني : كيف صار جزاء المكذبين لرسلهم.
فيه تعزية لرسول الله ﷺ، وحثّ له على الصبر، وتخويف لهم بالعقوبة. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾
وقال الماوردى :
قوله عز وجل :﴿ بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ ﴾
فيه وجهان :
أحدهما : لم يعلموا ما عليهم بتكذيبهم لشكهم فيه.
الثاني : لم يحيطوا بعلم ما فيه من وعد ووعيد لإعراضهم عنه.
﴿ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : علم ما فيه من البرهان.
الثاني : ما يؤول إليه أمرهم من العقاب. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon