نعم أمر ﷺ بأن يضمنه مقالته إيذاناً بتعينه وتحتمه وإشعاراً بأنهم لا يجترئون على التصريح به مخافة التبكيت والقام الحجر لا مكابرة ولجاجاً انتهى، وقد يقال : المراد من قوله سبحانه :﴿ هَلْ مِن شُرَكَائِكُمْ ﴾ الخ هل المبدىء المعيد الله أم الشركاء، والمراد من قوله سبحانه جل شأنه :﴿ الله ﴾ الخ الله يبدأ ويعيد لا غيره من الشركاء وحينئذٍ ينتظم السؤال والجواب وانفهام الحصر بدلالة الفحوى فإنك إذا قلت : من يهب الألوف زيد أم عمرو فقيل : زيد يهب الألوف أفاد الحصر بلا شبهة.
وبما ذكر يعلم ما في الكلام السابق في الرد على ما قاله الجمع وكذا رد ما قاله القطب من أن هذا لا يصلح جواباً عن ذلك السؤال لأن السؤال عن الشركاء وهذا الكلام في الله تعالى بل هو الاستدلال على الهيته تعالى وإنه الذي يستحق العبادة بأنه المبدىء المعيد بعد الاستدلال على نفي الهية الشركاء فتأمل، وفي إعادة الجملة في الجواب بتمامها غير محذوفة الخبر كما في الجواب السابق لمزيد التأكيد والتحقيق ﴿ فأنى تُؤْفَكُونَ ﴾ الإفك الصرف والقلب عن الشيء يقال : أفكه عن الشيء يأفكه أفكاً إذا قلبه عنه وصرفه، ومنه قول عروة بن أذينة
: إن تك عن أحسن الصنيعة مأ...
فوكاً ففي آخرين قد أفكوا
وقد يخص كما في "القاموس" بالقلب عن الرأي ولعله الأنسب بالمقام أي كيف تقلبون من الحق إلى الباطل والكلام فيه كما تقدم في ﴿ فأنى تُصْرَفُونَ ﴾ [ يونس : ٢٣ ]. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١١ صـ ﴾


الصفحة التالية