﴿ مَن يَهْدِ الله فَهُوَ المهتدي وَمَن يُضْلِلْ فأولئك هُمُ الخاسرون ﴾ [ الأعراف : ١٧٨ ]، وقوله في « الزمر » :﴿ لَّهُ مَقَالِيدُ السماوات والأرض والذين كَفَرُواْ بِآيَاتِ الله أولئك هُمُ الخاسرون ﴾ [ الزمر : ٦٣ ].
والآيات في مثل هذا كثيرة، وقد أقسم تعالى على أن هذا الخسران لا ينجو منه إنسان إلا بأربعة أمور :
الأول : الإيمان.
الثاني : العمل الصالح.
الثالث : التواصي بالحق.
الرابع : التواصي بالصبر.
وذلك في قوله :﴿ والعصر إِنَّ الإنسان ﴾ [ العصر : ١-٢ ] إلى آخر السورة الكريمة. وبين في مواضع أخر، أن المفعول المحذوف الواقع عليه الخسران هو أنفسهم، كقوله في « الأعراف » :﴿ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأولئك الذين خسروا أَنْفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ ﴾ [ الأعراف : ٩ ]، وقوله في « المؤمنون » :﴿ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأولئك الذين خسروا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴾ [ المؤمنون : ١٠٣ ] وقوله في « هود » :﴿ أولئك الذين خسروا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ﴾ [ هود : ٢١ ].
وزاد في مواضع أخر خسران الأهل مع النفس، كقوله في « الزمر » :﴿ قُلْ إِنَّ الخاسرين الذين خسروا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ القيامة أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الخسران المبين ﴾ [ الزمر : ١٥ ]، وقوله في « الشورى » :﴿ وَقَالَ الذين آمنوا إِنَّ الخاسرين الذين خسروا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ القيامة أَلاَ إِنَّ الظالمين فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ ﴾ [ الشورى : ٤٥ ].
وبين في موضع آخر أن خسران الخاسرين قد يشمل الدنيا والآخرة، وهو قوله :﴿ وَمِنَ الناس مَن يَعْبُدُ الله على حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطمأن بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقلب على وَجْهِهِ خَسِرَ الدنيا والآخرة ذلك هُوَ الخسران المبين ﴾ [ الحج : ١١ ]. أ هـ ﴿أضواء البيان حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon