وفي "الكشف" تقريراً لأحد الأوجه المذكورة في "الكشاف" أن ﴿ مَاذَا ﴾ الخ متعلق الاستخبار والشرط مع جوابه المحذوف مقرر لمضمون الاستخبار ولهذا وسط بينهما، ولما كان في الاستفهام تجهيل وتنديم قدر الجواب تندموا أو تعرفوا الخطأ، ولا مانع من تقديرهما معاً أو ما يفيد المعنيين ولهذا حذف الجواب ووسط تأكيداً على تأكيد انتهى.
وجوز كون ﴿ مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ ﴾ جواباً للشرط كقولك : إن أتيتك ماذا تطعمني والمجموع بتمامه متعلق ﴿ بأرأيتم ﴾ ورد بأن جواب الشرط إذا كان استفهاماً فلا بد فيه من الفاء تقول إن زارنا فلان فأي رجل هو ولا تحذف إلا ضرورة، وقد صرح في المفصل بأن الجملة إذا كانت إنشائية لا بد من الفاء معها، والاستفهام وإن لم يرد به حقيقته لم يخرج عن الإنشائية، والمثال مصنوع فلا يعول عليه.


الصفحة التالية
Icon