والحق أن المراد بالزيادة أن اسم الإشارة غير مفيد معناه الموضوع له ولا هو بمفيد تأسيس معنى في الكلام ولكنه للتقوية والتأكيد الحاصل من الإشارة إلى ما يتضمنه الكلام، وقد أشار إلى استعمالاته صاحب "مغنى اللبيب" في فصل عقده ل ( ماذ ) وأكثر من المعاني ولم يحرر انتساب بعضها من بعض.
وانظر ما تقدم عند قوله تعالى :﴿ فماذا بعد الحق إلا الضلال ﴾ [ يونس : ٣٢ ] المتقدم آنفاً، وقوله تعالى :﴿ ماذا أراد الله بهذا مثلاً ﴾ في سورة [ البقرة : ٢٦ ].
والمجرمون : أصحاب الجرم وهو جرم الشرك.
والمراد بهم الذين يقولون ﴿ متى هذا الوعد ﴾ [ يونس : ٤٨ ]، وهم مشركو مكة فوقع الإظهار في مقام الإضمار عوض أن يقال ماذا يستعجلون منه لقصد التسجيل عليهم بالإجرام، وللتنبيه على خَطَئِهم في استعجال الوعيد لأنه يأتي عليهم بالإهلاك فيصيرون إلى الآخرة حيث يُفضون إلى العذاب الخالد فشأنهم أن يستأخروا الوعد لا أن يستعجلوه، فدل ذلك على أن المعنى لا يستعجلون منه إلاّ شراً. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١١ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon