وقال أبو السعود :
قوله تعالى :﴿ ثُمَّ قِيلَ ﴾ الخ
تأكيدٌ للتوبيخ والعتابِ بوعيد العذابِ والعقابِ وهو عطفٌ على ما قدّر قبل آلآن ﴿ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾ إن وضعوا الكفرُ والتكذيبُ موضعَ الإيمان والتصديقِ، أو ظلموا أنفسَهم بتعريضها للعذاب والهلاكِ، ووضعُ الموصول موضع الضمير لذمهم بما في حيز الصلة والإشعارِ بعلّيته لإصابة ما أصابهم ﴿ ذُوقُواْ عَذَابَ الخلد ﴾ المؤلمَ على الدوام ﴿ هَلْ تُجْزَوْنَ ﴾ اليوم ﴿ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴾ في الدنيا من أصناف الكفر والمعاصي التي من جملتها ما مرّ من الاستعجال. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾
وقال الآلوسى :
﴿ ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٥٢) ﴾
﴿ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾ أي وضعوا ما نهوا عنه من الكفر والتكذيب موضع ما أمروا به من الإيمان والتصديق أو ظلموا أنفسهم بتعريضها للهلاك والعذاب، ووضع الموصول موضع الضمير لذمهم بما في حيز الصلة والإشعار بعليته لإصابة ما أصابهم ﴿ ذُوقُواْ عَذَابَ الخلد ﴾ أي المؤلم على الدوام ﴿ هَلْ تُجْزَوْنَ ﴾ أي ما تجزون اليوم ﴿ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴾ أي إلا ما استمررتم على كسبه في الدنيا من أصناف الكفر التي من جملتها ما مر من الاستعجال، وزاد غير واحد في البيان سائر أنواع المعاصي بناء أن الكفار مكلفون بالفروع فيعذبون على ذلك لكن هل العذاب عليه مستمر تبعاً للكفر أو منته كعذاب غيرهم من العصاة؟ قيل : الظاهر الثاني وبه جمع بين النصوص الدالة على تخفيف عذاب الكفار وما يعارضها فقالوا : إن المخفف عذاب المعاصي والذي لا يخفف عذاب الكفر. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١١ صـ ﴾