صرح بمضمون ذلك بقوله مؤكداً لإنكارهم :﴿ألا إن وعد الله﴾ أي الذي له الكمال كله ﴿حق﴾ لأنه تام القدرة والغنى، فلا حامل له على الإخلاف ﴿ولكن أكثرهم﴾ أي الذين تدعوهم وهم يدعون دقة الأفهام وسعة العقول ﴿لا يعلمون﴾ أي لا علم لهم فهم لا يتدبرون ما نصبنا من الأدلة فلا ينقادون لما أمرنا به من الشريعة فهم باقون على الجهل معدودون مع البهائم ؛ و ﴿ألا﴾ مركبة من همزة الاستفهام و " لا " وكانت تقريراً وتذكيراً فصارت تنبيهاً، وكسرت إن بعدها لأنها استئنافيه ينبه بها على معنى يبتدأ به ولذا يقع بعدها الأمر والدعاء بخلاف " لو " و " إلا " للاستقبال فلم يجز بعدها إلا كسر " إن " " أما " قد تكون بمعنى " حقاً " في قولهم : أما إنه منطلق، وهي للحال فجاز في " أن " بعدها الوجهان - ذكره الرماني ؛ والسماوات طبقات مرفوعه أولها سقف مزين بالكواكب.
وهي من سما بمعنى علا.


الصفحة التالية
Icon