فصل


قال السمرقندى فى الآيات السابقة :
قوله تعالى :﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء الله ﴾
يعني : المؤمنين.
ويقال : أحباء الله، وهم حملة القرآن والعلم.
ويقال : الَّذين يجتنبون الذُّنوب في الخلوات، ويعلمون أنّ الله تعالى مُطَلِّعٌ عليهم.
وروي عن النبي ﷺ أنّه سُئِل عن أولياء الله تعالى، فقال :" هُمُ الَّذِينَ إذا رُءُوا ذُكِرَ الله تَعَالَى ".
وقال وهبُ بنُ مُنَبِّه : قال الحواريُّون لعيسى ابنِ مريمَ : يا روحَ الله، مَنْ أولياء الله؟ قال : الَّذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر النَّاس إلى ظاهرها، ونظروا إلى أجل الدُّنيا حين نظر النَّاس إلى عاجلها، فأحبُّوا ذِكْرَ الموت، وأماتوا ذِكْرَ الحياة، ويحبُّون الله تعالى، ويحبُّون ذكره.
وقال الضَّحَّاك :﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء الله ﴾ يعني : المخلصين لله، ﴿ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾ يعني : لا يخافون من أهوال يوم القيامة ﴿ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ حين زفرت جهنَّم.
ثمَّ نعتهم فقال تعالى :﴿ الذين ءامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ﴾ يعني : أقرُّوا وصدَّقوا بوحدانية الله تعالى، ويتَّقون الشِّرك والفواحش، ﴿ لَهُمُ البشرى فِي الحياة الدنيا ﴾ يعني : البشارة، وهي الرُّؤيا الصَّالحة يراها العبد المسلم لنفسه، أو يرى له غيره.
وروي عن عبد الله بن عُمَر عن النَّبي ﷺ أنه قال :" الرُّؤيا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ من سَبْعِينَ جُزْءاً مِنَ النّبوَّةِ ".
وفي خبر آخر :" مِنْ أرْبَعِينَ جُزْءا " وفي خبر آخر :" مِنْ سِتَّةٍ وَأرْبَعِينَ جُزْءاً ".


الصفحة التالية
Icon