وقال هلال بن يساف ومجاهد وقتادة : فضل الله الإيمان ورحمته القرآن ﴿ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ من الأموال قرأ العامة كلاهما بالياء على الخبر، وقرأهما أبو جعفر : بالتاء وذكر ذلك عن أبي بن كعب، وقرأ الحسين ويعقوب : فلتفرحوا بالتاء خطاباً للمؤمنين يدل عليه قول النبي ﷺ في بعض مغازيه :" لتأخذوا [ مصافكم ] ويجمعون " بالياء خبراً عن الكافرين ﴿ قُلْ ﴾ يا محمد لكفار مكة ﴿ أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ الله ﴾ خلق الله ﴿ لَكُمْ ﴾ عبّر عن الخلق بالإنزال لأن ما في الأرض من خيراتها أنزل من السماء ﴿ مِّن رِّزْقٍ ﴾ زرع أو ضرع ﴿ فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً ﴾ وهو ما حرموا من الحرث والأنعام والبحيرة والسائبة والوصيلة والحامي.
قال الضحاك : هو قوله تعالى :﴿ وَجَعَلُواْ للَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الحرث والأنعام نَصِيباً ﴾ [ الأنعام : ١٣٦ ] الآية ﴿ قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ﴾ في هذا التحريم والتحليل ﴿ أَمْ ﴾ بل ﴿ عَلَى الله تَفْتَرُونَ ﴾ وهو قولهم : الله أمرنا بها ﴿ وَمَا ظَنُّ الذين يَفْتَرُونَ عَلَى الله الكذب يَوْمَ القيامة ﴾ أيحسبون أن الله لا يؤاخذهم ولا يعاتبهم عليه ﴿ إِنَّ الله لَذُو فَضْلٍ عَلَى الناس ﴾ منّ على الناس حين لا يعجل عليهم بالعذاب بافترائهم ﴿ ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ * وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ ﴾ عمل من الأعمال، وجمعه : شؤون، قال الأخفش : يقول العرب ما شأنك شأنه، أي لمّا عملت على عمل ﴿ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ ﴾ من الله ﴿ مِن قُرْآنٍ ﴾ ثم خاطبه وأمته جميعاً فقال :﴿ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ﴾ أي تأخذون وتدخلون فيه، والهاء عائدة على العمل، يقال : أفاض فلان في الحديث وفي القول إذا أبدع فيه.
قال الراعي :