وقال الخازن فى الآيات السابقة :
قوله سبحانه وتعالى :﴿ ويستنبئونك أحق هو ﴾ يعني ويستخبرونك يا محمد أحق ما تعدنا به من نزول العذاب وقيام الساعة ﴿ قل إي وربي ﴾ أي قل لهم يا محمد نعم وربي ﴿ إنه لحق ﴾ يعني إن الذي أعدكم به حق، لا شك فيه ﴿ وما أنتم بمعجزين ﴾ يعني بفائتين من العذاب لأن من عجز عن شيء فقد فاته ﴿ ولو أن لكل نفس ظلمت ﴾ يعني أشركت ﴿ ما في الأرض ﴾ يعني من شيء ﴿ لافتدت به ﴾ يعني يوم القيامة.
والافتداء : بمعنى البذل لما ينجو به من العذاب إلا أنه لا ينفعه الفداء ولا يقبل منه ﴿ وأسرّوا الندامة ﴾ يعني يوم القيامة، وإنما جاء بلفظ الماضي والقيامة من الأمور المستقبلة، لأن أحوال يوم القيامة لما كانت واجبة الوقوع، جعل الله مستقبلها كالماضي والإسرار يكون بمعنى الإخفاء وبمعنى الإظهار فهو من الأضداد، فلهذا اختلفوا في قوله : وأسروا الندامة.
فقال أبو عبيدة : معناه وأظهروا الندامة لأن ذلك اليوم ليس يوم تصبر وتصنع.
وقيل : معناه أخفوا، يعني أخفى الرؤساء الندامة من الضعفاء والأتباع خوفاً من ملامتهم إياهم وتعبيرهم لهم ﴿ لما رأوا العذاب ﴾ يعني : حين عاينوا العذاب وأبصروه ﴿ وقضي بينهم بالقسط ﴾ يعني وحكم بينهم بالعدل قيل بين المؤمن والكافر وقيل : بين الرؤساء والأتباع.