والذرّة : النملة الصغيرة الحمراء وهي خفيفة الوزن جداً ﴿ في الأرض ولا في السماء ﴾ فإن قلت : لمَ قدم ذكر الأرض على لاسماء هنا وقدم ذكر السماء على الأرض في سورة سبأ وما فائدة ذلك؟ قلت : كان حق السماء أن تقدم على الأرض كما في سورة سبأ إلا أنه تعالى لما ذكر في هذه الآية شهادته على أهل الأرض وأحوالهم وأعمالهم، ثم وصل ذلك بقوله وما يعزب عن ربك حسن تقديم الأرض على السماء في هذا الموضع لهذه الفائدة ﴿ ولا أصغر من ذلك ﴾ يعني من الذرة ﴿ ولا أكبر ﴾ يعني منها ﴿ إلا في كتاب مبين ﴾ يعني في اللوح المحفوظ.
قوله سبحانه وتعالى :﴿ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ اعلم أننا نحتاج أولاً في تفسير هذه الآية أن نبين من يستحق اسم الولاية ومن هو الولي فنقول : اختلف العلماء فيمن يستحق هذا الاسم فقال ابن عباس في هذه الآية هم الذين يذكر الله لرؤيتهم وروى الطبري بسنده عن سعيد بن جبير مرسلاً قال :" سئل رسول الله ( ﷺ ) عن أولياء الله فقال هم الذين إذ رؤوا ذكر الله " وقال ابن زيد : هم الذين آمنوا وكانوا يتقون ولن يتقبل الإيمان إلا بالتقوى.
وقال قوم : هم المتحابون في الله.
ويدل على ذلك ما روي عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :" إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا بشهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله قالوا يا رسول الله تخبرنا من هم؟.
قال : هم قوم تحابوا في الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتقاطعونها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس.
وقرأ هذه الآية : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " أخرجه أبو داود.


الصفحة التالية
Icon