ولما بين بالبرهان القاطع والدليل الباهر الساطع امتناع أن يكون له ولد، بكتهم بنفي أن يكون لهم بذلك نوع حجة فقال :﴿إن﴾ أي ما ﴿عندكم﴾ وأغرق في النفي فقال :﴿من سلطان﴾ أي حجة ﴿بهذا﴾ أي الاتخاذ، وسميت الحجة سلطاناً لاعتلاء يد المتمسك بها ؛ ثم زادهم بها تبكيتاً بالإنكار عليهم بقوله :﴿أتقولون﴾ أي على سبيل التكرير ﴿على الله﴾ أي الملك الأعظم على سبيل الاستعلاء ﴿ما لا تعلمون﴾ لأن ما لا برهان عليه في الأصول فهو جهل، فكيف بما قام الدليل على خلافه ؛ والسلطان : البرهان القاهر لأنه يتسلط به على صحة الأمر ويقهر به الخصم، وأصله القاهر للرعية بعقد الولاية. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٤٦٤ ـ ٤٦٥﴾