وتقدم عند قوله تعالى :﴿ إني جاعل في الأرض خليفة ﴾ في سورة [ البقرة : ٣٠ ].
وصيغة الجمع هنا باعتبار الذين معه في الفلك تفرع على كل زوجين منهم أمة.
وتعريف قوم نوح بطريق الموصولية في قوله : وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا } للإيماء إلى سبب تعذيبهم بالغرق، وأنه التكذيب بآيات الله إنذاراً للمشركين من العرب ولذلك ذيل بقوله :﴿ فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ﴾، أي المنذرين بالعذاب المكذبين بالإنذار.
والنظر : هنا نظر عين، نزل خبرهم لوضوحه واليقين به منزلة المشاهد.
والخطاب بـ ﴿ انظر ﴾ يجوز أن يكون لكل من يسمع فلا يراد به مخاطب معين ويجوز أن يكون خطاباً لمحمد ﷺ فخصّ بالخطاب تعظيماً لشأنه بأن الذين كذبوه يوشك أن يصيبهم من العذاب نحو مما أصاب قوم نوح عليه السلام وفي ذلك تسلية له على ما يلاقيه من أذاهم وإظهار لعناية الله به. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١١ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon