الرابع : أنه تعالى لما أغرقه مع جميع قومه ثم إنه تعالى ما أخرج أحداً منهم من قعر البحر، بل خصه بالإخراج كان تخصيصه بهذه الحالة العجيبة دالاً على كمال قدرة الله تعالى وعلى صدق موسى عليه السلام في دعوى النبوة.
وأما قوله :﴿وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون﴾ فالأظهر أنه تعالى لما ذكر قصة موسى وفرعون وذكر حال عاقبة فرعون وختم ذلك بهذا الكلام وخاطب به محمداً عليه الصلاة والسلام فيكون ذلك زاجراً لأمته عن الإعراض عن الدلائل، وباعثاً لهم على التأمل فيها والاعتبار بها، فإن المقصود من ذكر هذه القصص حصول الاعتبار، كما قال تعالى :﴿لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأوْلِى الالباب﴾ [ يوسف : ١١١ ]. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٧ صـ ١٢٣ ـ ١٢٦﴾