وقال الخازن :
﴿ وقال موسى ﴾
يعني لقومه ﴿ يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا ﴾ يعني.
فيه فثقوا ولأمره فسلموا فإنه ناصر أوليائه ومهلك أعدائه ﴿ إن كنتم مسلمين ﴾ يعني إن كنتم مستسلمين لأمره قيل إنما أعيد قوله إن كنتم مسلمين بعد قوله إن كنتم آمنتم بالله لإرادة إن كنتم موصوفين بالإيمان القلبي وبالإسلام الظاهري ودلت الآية على أن التوكل على الله والتفويض لأمره من كمال الإيمان وأن من كان يؤمن بالله فلا يتوكل إلا على الله لا على غيره ﴿ فقالوا ﴾ يعني قال قوم موسى مجيبين له ﴿ على الله توكلنا ﴾ يعني عليه اعتمدنا لا على غيره ثم دعوا ربهم فقالوا ﴿ ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ﴾ يعني لا تظهرهم علينا ولا تهلكنا بذنوبهم فيظنوا أنا لم نكن على الحق فيزدادوا طغياناً وكفراً وقال مجاهد : لا تعذبنا بعذاب من عندك فيقول قوم فرعون لو كانوا على حق لما عذبوا ويظنوا أنهم خير منا فيفتتنوا بذلك وقيل معناه لا تسلطهم علينا فيفتنونا ﴿ ونجنا برحمتك من القوم الكافرين ﴾ يعني وخلصنا برحمتك من أيدي قوم فرعون الكافرين لأنهم كانوا يستعبدونهم ويستعملونهم في الأعمال الشاقة. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon