وقيل : ثم معطوف محذوف يدل عليه كون الملك لا يكون وحده، بل له حاشية وأجناد، وكأنه قيل : على خوف من فرعون وقومه وملاهم أي : ملا فرعون وقومه، وقاله الفراء أيضاً : وقيل : لما كان ملكاً جباراً أخبر عنه بفعل الجميع.
وقيل : سميت الجماعة بفرعون مثل هود.
وأن يفتنهم بدل من فرعون بدل اشتمال أي : فتنته، فكون في موضع جر، ويجوز أن يكون في موضع نصب بخوف إما على التعليل، وإما على أنه في موضع المفعول به، أي : على خوف لأجل فتنته، أو على خوف فتنته.
وقرأ الحسن وجراح ونبيح : يفتنهم بضم الياء من أفتن، ولعال متجر أو باع ظالم، أو متعال أو قاهر كما قال :
فاعمد لما تعلو فما لك بالذي...
لا تستطيع من الأمور يدان
أي لما تقهر أقوال متقاربة، وإسرافه كونه كثير القتل والتعذيب.
وقيل : كونه من أخس العبيد فادعى الإلهية، وهذا الإخبار مبين سبب خوف أولئك المؤمنين منه.
وفي الآية مسلاة للرسول ( ﷺ ) بقلة من آمن لموسى ومن استجاب له مع ظهور ذلك المعجز الباهر، ولم يؤمن له إلا ذرية من قومه، وخطاب موسى عليه السلام لمن آمن بقوله : يا قوم، دليل على أن المؤمنين الذرية كانوا من قومه، وخاطبهم بذلك حين اشتد خوفهم مما توعدهم به فرعون من قتل الآباء وذبح الذرية.
وقيل : قال لهم ذلك حين قالوا إنا لمدركون.
وقيل : حين قالوا : أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا، قيل : والأول هو الصواب، لأنّ جواب كل من القولين مذكور بعده وهو :
﴿ كلا إن معي ربي سيهدين ﴾ وقوله :﴿ عسى ربكم أن يهلك عدوكم ﴾ الآية وعلق توكلهم على شرطين : متقدم، ومتأخر.
ومتى كان الشرطان لا يترتبان في الوجود فالشرط الثاني شرط في الأول، فمن حيث هو شرط فيه يجب أن يكون متقدماً عليه.