وقال الخازن :
قوله سبحانه وتعالى :﴿ ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً ﴾
يقول الله لنبيه محمد ( ﷺ ) لآمن بك وصدقك من في الأرض كلهم جميعاً ولكن لم يشأ أن يصدقك ويؤمن بك إلا من سبقت له السعادة في الأزل قال ابن عباس : إن رسول الله ( ﷺ ) كان يحرص أن يؤمن به جميع الناس ويتابعوه على الهدى فأخبره الله أنه لا يؤمن به إلا من سبقت له من السعادة في الذكر الأول ولم يضل إلا من سبق له من الله الشقاء في الذكر الأول وفي هذا تسلية للنبي ( ﷺ ) لأنه كان حريصاً على إيمانهم كلهم فأخبره الله أنه لا يؤمن به إلا من سبقت له العناية الأزلية فلا تتعب نفسك على إيمانهم وهو قوله سبحانه وتعالى :﴿ أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ﴾ يعني ليس إيمانهم إليك حتى تكرههم عليه أو تحرص عليه إنما إيمان المؤمن وإضلال الكافر بمشيئتنا وقضائنا وقدرنا ليس ذلك لأحد سوانا ﴿ وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ﴾ يعني وما كان ينبغي لنفس خلقها الله تعالى أن تؤمن وتصدق إلا بقضاء الله لها بالإيمان فإن هدايتها إلى الله وهو الهادي المضل.
وقال ابن عباس : معنى بإذن الله، بأمر الله وقال عطاء : بمشيئة الله قوله تعالى :﴿ ويجعل ﴾ قرئ بالنون على سبيل التعظيم أي ونجعل نحن وقرئ بالياء ومعناه ويجعل الله ﴿ الرجس ﴾ يعني العذاب، وقال ابن عباس : يعني السخط ﴿ على الذين لا يعقلون ﴾ يعني لا يفهمون عن الله أمره ونهيه. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾