وقال ابن عطية :
﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾
هذه مخاطبة لجميع الكفار مستمرة مدى الدهر، ﴿ الحق ﴾ هو القرآن والشرع الذي جاء به محمد، ﴿ فمن اهتدى ﴾، أي اتبع الحق وتدين به فإنما يسعى لنفسه لأنه يوجب لها رحمة الله، ويدفع عذابه، ﴿ ومن ضل ﴾ أي حاد عن طريق الحق ولم ينظر بعين الحقيقة وكفر بالله عز وجل فيضل ذلك، وقوله ﴿ وما أنا عليكم بوكيل ﴾، أي لست بآخذكم ولا بد بالإيمان وإنما أنا مبلغ، وهذه الآية منسوخة بالقتال، وقوله ﴿ واتبع ما يوحى إليك ﴾ الآية معناه : اتبع ما رسمه لك شرعك وما أعلمك الله به من نصرته لك، ﴿ واصبر ﴾ على شقاء الرسالة وما ينالك في الله من الآذى، وقوله ﴿ حتى يحكم الله ﴾ وعد للنبي ﷺ بأن يغلبهم - كما وقع - تقتضيه قوة اللفظ، وهذا الصبر منسوخ بالقتال، وهذه السورة مكية وقد تقدم ذكر هذا في أولها. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon