وقد ذكر الجلال السيوطي عليه الرحمة في "جمع الجوامع" بعد أن بين أن إذا الظرفية قد يحذف جزء الجملة التي أضيفت هي إليها أو كلها فيعوض عنه التنوين وتكسر للساكنين لا للإعراب خلافاً للأخفش وقد تفتح أن شيخه الكافيجي ألحق بها ﴿ أَذِنَ ﴾، ثم قال في شرحه "همع الهوامع" : وقد أشرت بقولي : وألحق شيخنا بها في ذلك ﴿ أَذِنَ ﴾ إلى مسألة غريبة قل من تعرض لها ؛ وذلك أني سمعت شيخنا عليه الرحمة يقول في قوله تعالى :
﴿ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لخاسرون ﴾ [ المؤمنون : ٣٤ ] ليست ﴿ أَذِنَ ﴾ هذه الكلمة المعهودة وإنما هي إذاً الشرطية حذفت جملتها التي يضاف إليها وعوض عنها التنوين كما في يومئذٍ وكنت أستحسن هذا جداً وأظن أن الشيخ لا سلف له في ذلك حتى رأيت بعض المتأخرين جنح إلى ما جنح إليه الشيخ، وقد أوسعت الكلام في ذلك في حاشية المغني انتهى.
وأنت تعلم أن الآية التي ذكرها كالآية التي نحن فيها وما ذكره مما يميل إليه القلب ولا أرى فيه بأساً ولعله أولى مما قاله صاحب الكشاف ومتبعوه فليحمل ما في الآية عليه، وكان كثيراً ما يخطر لي ذلك إلا أني لم أكد أقدم على إثباته حتى رأيته لغيري ممن لا ينكر فضله فأثبته حامداً لله تعالى. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١١ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon