وعلى القول الأول: ما يتضمنه العقل من وجوه الأدلة فهو شاهد للقرآن والأولى: حمل الشاهد على القرآن، أو على النبي عليه السلام ليعود ما بعده من الضمائر إلى واحد منهما. أعني قوله: (ومن قبله كتب موسى)، وقوله: (ومن يكفر به)، (فلا تك في مرية منه). (ويبغونها عوجاً) [١٩] وقيل: يؤولون القرآن تأويلاً باطلاً. وتكرير (هم) في قوله: (هم كافرون)، لتقرير التحذير، وتأكيد القول، كقول الهذلي: ٥٢٨- رفوني وقالوا يا خويلد لا ترع فقلت [وأنكرت] الوجوه هم هم.
٥٢٩- فعاديت شيئاً [والدريس] كأنما يزعزعه وعك من الموم مردم. (ما كانوا يستطيعون السمع) [٢٠] أي: استماع الحق والاعتبار به بغضاً له، كقوله: (إنك لن تستطيع معي صبراً)، أي: لا تفعله. (لا جرم) [٢٢] أي: حقاً.
وقيل: (لا جرم) لابد، والجرم: القطع، أي: لا قطع قاطع أن يكون كذا. (وأخبتوا إلى ربهم) [٢٣] تخشعوا له واطمأنوا به. (بادي الرأي) [٢٧] بالهمز: أول الرأي، وبغير الهمز: ظاهر الرأي.
وفي معنى الأول قول الخطابي: ٥٣١- ولولا الهوى أبصرت [رائي] ومن يثق بأول رائيه فليس بعاقل. ٥٣٢- وذو النصح أهدى فيكم [لي] نصيحة ولكنما أهدى إلى غير قابل. وفي معنى الثاني قول الآخر: ٥٣٣- غموض الحق حين تذب عنه يقلل ناصر الرجل المحق ٥٣٤- فضل عن الدقيق عقول قوم فيقضي للمجل على [المدق].
ونصب بادي الرأي، أي: في بادي الرأي، ويجوز كونه ظرفاً للرؤية والاتباع والأرذال. (وما أنا بطارد الذين ءامنوا) [٢٩] أي: الذين قالوا لهم الأراذل: [لأنهم] (ملاقوا ربهم). (إن كان الله يريد أن يغويكم) [٣٤] مجازاةً على كفركم.
وقيل: يحرمكم من رحمته. ومنه قوله تعالى: (فسوف يلقون غياً) أي: خيبة وحرماناً. قال المرقش: ٥٣٥- ومن يلق خيراً يحمد الناس أمره ومن يغو لا يعدم على الغي لائماً. (فلا تبتئس) [٣٦] فلا تحزن ولا تأسف، من البأساء. (واصنع الفلك بأعيننا) [٣٧].