ثم وصف اللّه تعالى سرعة سيرها بقوله جل قوله "وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ" عظيم هائل لدلالة التنوين أي في غاية من الشدة والموج ما ارتفع من الماء بسبب اشتداد عصف الرياح وقد شبهه اللّه تعالى في عظمته "كَالْجِبالِ" وبهذا أنجى اللّه المؤمنين جميعا وأغرق الكافرين ولم يرحم منهم أحدا استجابة لدعوة نبيهم حتى أم الصبي التي ضرب بها المثل : قالوا لما مر الماء بالسكك من القرية خافت امرأة على ابنها من الغرق فصعدت به إلى الجبل وكلما ارتفع صعدت به حتى بلغت قمته، فتناولها الماء فرفعت ولدها إلى حضنها فتناولها الماء فرفعته إلى رأسها فأدركها الماء فرفعته بيدها فوق رأسها فأخذها وإياه الماء فغرقا، ولذلك قالوا لو رحم اللّه أحدا من قوم نوح لرحم أم الصبي "وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ" كنعان أثناء نبع الماء من الأرض ونزوله من


الصفحة التالية
Icon