و تقدم نسب سيدنا هود في الآية ٦٥ من سورة الأعراف في ج ١ "قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ" يستحق العبادة "إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ ٥٠" بعبادتكم غيره كاذبون بادعائكم أن الأصنام آلهة مختلقون ما تزعمون من الشريك له
"يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ" أي النصح الذي أسديه لكم وما أبلغه إليكم من رسالة ربي التي فيها هديكم وصلاحكم للخير وخلاصكم من الشر "أَجْراً" جعلا ولا أجرة آخذها منكم لقاءه، لتظنوا أن لي فيكم طمعا ما "إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي" خلقني فهو الذي يرزقني في الدنيا ويثيبني في الآخرة "أَ فَلا تَعْقِلُونَ ٥١" وعظي وتأخذون بقولي الذي أبذله لكم مجانا، وهل شيء أنفى للتهمة من هذا فكيف لا تقبلون رشدي ؟ واعلم أنه ما من رسول إلا واجه قومه بهذا القول لأن شأنهم الرشد والنصح، وأن مما يمحضها للقبول هو حسم الطمع.
وما دام الرسول لا يريد ولا يتوقع شيئا من هداه المادة يجب أن يركن إليه ويجاب دعاؤه، وإذا كان الناصح يجنح إلى المادة أو يتوهم منه طلبها من المنصوح له لا ينجح بدعوته ولا تنفع هدايته "وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ"
مما أنتم عليه من الكفر وآمنوا به وحده "ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ" من الشرك ودواعيه، واخضعوا لعظمته وأنيبوا إليه "يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً" تباعا المرة بعد المرة، أي ينزل عليكم ماءها، إذ تطلق عليه لأنه نازل منها بالنسبة لما نرى وقيل في هذا المعنى :
إذا نزل السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضابا