فتنبهوا أيها الكفرة وسارعوا بالتوبة إلى ربكم قبل أن يحل بكم ما حلّ بهم "أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ" قوم شعيب وسحقا لهم "كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ ٩٦" قوم صالح لأنهم أهلكوا بالصيحة أيضا مثلهم ولم تعذب أمتان بعذاب واحد غيرهما إلا أن قوم صالح أخذتهم الصيحة من تحتهم وقوم شعيب من فوقهم، وما قيل إن الصيحة نوع من العذاب، لأن العرب تقول صاح بهم الزمان إذا هلكوا، مستدلين بقول امرئ القيس :
فدع نهبا صيح في حجرته ولكن حديث ما حديث الرواحل
ليس بسديد لما فيه من صرف الكلام عن ظاهره دون مبرر ولمنافاته لما جاء في سورة الأعراف بلفظ الرجفة الحاصلة لهم من خوف الصيحة راجع الآية ٩١ منها
ج ١، وبعدت قرئت بضم العين كما في الآية، وقرئت بالكسر، وعليه قوله :
يقولون لا تبعد وهم يدفنوني وأين مكان البعد إلا مكانيا


الصفحة التالية
Icon