و في رواية النهال بدل الدراك أي مشترك فيه وشهدنا فيه، والمعنى أن الخلائق كلهم يشاهدون ذلك الموقف المهول ليس أهل الأرضين فقط بل أهل السموات جميعهم أيضا "وَما نُؤَخِّرُهُ" أي ذلك اليوم الذي يجمع فيه الخلق كلهم "إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ ١٠٥ سنبينه وشهوره وأيامه ولحظاته كما هو في علمنا لا يطلع عليه أحد "يَوْمَ يَأْتِ" أجل ذلك اليوم بانتهاء الأمد المضروب له عند اللّه الذي لا يتخطاه.
مطلب في ضمير يأت والجمع بين الآيات المتعارضة ومعنى الاستثناء في أهل الجنة والنار :
وقد أعدنا ضمير يأت إلى الأجل خلافا لبعض المفسرين، وقد منع بعضهم عوده إلى اليوم محتجا بأن تعرف اليوم بالإتيان يأبى تعرف الإتيان به، لأن إتيان اليوم لا ينفك عن يوم الإتيان، وأعاده للجزاء الذي يقع فيه وبعضهم أعاده للّه تعالى.
وليعلم أن منع عوده لليوم ممنوع لأن كل زمان له شأن يعتبر تجدده كالعيد وعاشوراء والنيروز والساعة مثال يجري مجرى الزمان وإن كان في نفسه زمانا فباعتبار تغير الجهتين صحت الإضافة والإسناد كما يصح أن يقال يوم تقوم الساعة ويوم يأتي العيد والعيد في يوم كذا فالأولى زمان وضميره أعني فاعل الفعل


الصفحة التالية
Icon