٣٤ - وقوله جل وعز قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين (آية ٣٢) وقرأ ابن عباس فأكثرت جدلنا والجدال والجدل المبالغة في الخصومة وقال مجاهد جادلتنا أي ماريتنا قال الزجاج ومعنى إن كان الله يريد أن يغويكم أي يضلكم ويهلككم وقيل يخيبكم وقال محمد بن جرير يغويكم يهلككم بعذابه حكى عن طي أصبح فلان غاويا أي مريضا واغويته فيه أهلكته ومنه فسوف يلقون غيا
٣٥ - وقوله جل وعز أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي (آية ٣٥) أي إن اختلقته فعلي إثم الاختلاق وأنا برئ مما تجرمون أي من تكذيبكم ومن قرأ أجرامي بفتح الهمزة ذهب إلى جمع جرم ٣٦ - وقوله جل وعز وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن (آيه ٣٦) قال الضحاك فدعا عليهم أي لما أخبر بهذا قال إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ٣٧ - ثم قال جل وعز فلا تبتئس بما كانوا يفعلون (آية ٣٦) قال مجاهد وقتادة أي فلا تحزن
قال أبو جعفر وهو عند أهل اللغة حزن مع استكانة ٣٨ - وقوله جل وعز ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه (آية ٣٨) يروى أنهم كانوا يمرون به وهو يصنع الفلك فيقولون هذا الذي كان يزعم أنه نبي قد صار نجارا ٣٩ - ثم قال جل وعز قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون (آية ٣٨) أي إن تستجهلونا فنحن نستجهلكم كما استجهلتمونا صلى ٤٠ - ثم قال جل وعز فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل
عليه عذاب مقيم (آية ٣٩) أي من يؤول أمره إلى هذا فهو الجاهل ٤١ - وقوله جل وعز حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور (آية ٤٠) روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال أي وطلع


الصفحة التالية
Icon