وقيل معنى إلا معنى سوى ايضا إلا أن المعنى سوى ما شاء ربك من الزيادة في الخلود وهذان قولان حسنان لأنه معروف في اللغة أن يقال لك عندي كذا وكذا إلا كذا وسوى كذا وغير كذا وحكى سيبويه لو كان معي رجل إلا زيد فهذا بمعنى سوى وغير وحكى الكوفيون لك عندي الف إلا ألفين ويعبر عن إلا في مثل هذا أنها بمعنى سوى وغير ولكن والمعاني متقاربة وقيل هذا استثناء لأنهم يقيمون في قبورهم فالمعنى على هذا إلا ما شاء ربك من مقامهم في قبورهم وقيل هذا استثناء لأن قوما من الموحدين يدخلون النار ثم تخرجون منها فالمعنى على هذا خالدين في النار ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك من إخراج من شاء برحمته وشفاعة
النبي ﷺ وقال جابر بن عبد الله في قوله عز وجل عسى ان يبعثك
ربك مقاما محمودا إنه الشفاعة ويكون المعنى في أهل الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك من دخول قوم النار وخروجهم إلى الجنة حدثنا أحمد بن محمد الأزدي قال حدثنا أحمد بن داود بن موسى البصري المعروف بالمكي قال نا شيبان بن فروخ قال نا أبو هلال قال نا قتادة في هذه الآية وأما الذين شقوا ففي النار إلى قوله فعال لما يريد فقال عند هذا حدثنا أنس ابن مالك أن رسول الله ﷺ قال يخرج قوم من النار قال قتادة لا نقول كما يقول أهل حروراء وقيل في هذا قول خامس وهو أن المعنى خالدين فيها
أبدا ثم قال إلا ما شاء ربك فخاطبهم على ما يعرفون من الاستثناء ورد الأمر إلى الله جل جلاله كما قال تعالى لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين وقد بين هذا بقوله عطاء غير مجذوذ قال مجاهد أي غير مقطوع قال أبو جعفر وذلك معروف في اللغة يقال جذذت الشئ أي قطعته وقد قيل في هذه الآية قول سادس يكون الاستثناء لمقامهم في عرصة القيامة وقال قتادة تبدل هذه السماء وهذه الأرض فالمعنى خالدين فيها ما دامت تلمك هذا السماء وتلك الأرض