وقال أبو حيان :
﴿ أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ ﴾
نزلت في الأخنس بن شريق، كان يجالس رسول الله ( ﷺ ) ويحلف أنه ليحبه ويضمر خلاف ما يظهر قاله ابن عباس.
وعنه أيضاً : في ناس كانوا يستحيون أن يفضوا إلى السماء في الخلاء ومجامعة النساء.
وقيل : في بعض المنافقين، كان إذا مر بالرسول ( ﷺ ) ثنى صدره وظهره وطأطأ رأسه وغطى وجهه كي لا يرى الرسول قاله : عبد الله بن شدّاد.
وقيل : في طائفة قالوا إذا أغلقنا أبوابنا، وأرخينا ستورنا، واستغشينا ثيابنا، وثنينا صدورنا، على عداوته كيف يعلم بنا؟ ذكره الزجاج.
وقيل : فعلوا ذلك ليبعد عليهم صوت الرسول ( ﷺ )، ولا يدخل أسماعهم القرآن ذكره ابن الأنباري.
ويثنون مضارع ثنى قراءة الجمهور.
وقرأ سعيد بن جبير : يثنون بضم الياء مضارع أثنى صدورهم بالنصب.
قال صاحب اللوامح : ولا يعرف الاثناء في هذا الباب إلا أن يراد به وجدتها مثنية مثل أحمدته وأمجدته، ولعله فتح النون وهذا مما فعل بهم، فيكون نصب صدورهم بنزع الجار، ويجوز على ذلك أن يكون صدورهم رفعاً على البدل بدل البعض من الكل.
وقال أبو البقاء : ماضية أثنى، ولا يعرف في اللغة إلا أن يقال معناه : عرضوها للاثناء، كما يقال : أبعت الفرس إذا عرضته للبيع.
وقرأ ابن عباس، وعلي بن الحسين، وابناه زيد ومحمد، وابنه جعفر، ومجاهد، وابن يعمر، ونصر بن عاصم، وعبد الرحمن بن ابزي، والجحدري، وابن أبي إسحاق، وأبو الأسود الدؤلي، وأبو رزين، والضحاك : تثنوني بالتاء مضارع اثنوني على وزن افعوعل نحو اعشوشب المكان صدورهم بالرفع، بمعنى تنطوي صدورهم.
وقرأ أيضاً ابن عباس، ومجاهد، وابن يعمر، وابن أبي إسحاق : يثنوني بالياء صدورهم بالرفع، ذكر على معنى الجمع دون الجماعة.


الصفحة التالية
Icon