لدى " مطلقا " كقوله تعالى إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ وقوله تعالى وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ.
و(لدن) وتستعمل إذا كان المحل محل ابتداء غاية، نحو (جئت من لدنه). وقد اجتمعتا في قوله تعالى آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً فقد اجتمع عند ولدن في هذه الآية. وتختلف (لدن) عن (عند) بأن جرها بمن أكثر من نصبها، حتى إنها لم تجي ء في التنزيل منصوبة، أما (عند) فتجر كثيرا. وأما (لدى) فيمتنع جرها. وهناك فرق آخر وهو أن (عند) و (لدى) معربان و (لدن) مبنية في لغة الأكثرين. وكذلك فإن (لدن) قد تضاف للجملة، بخلاف عند ولدي، كقول القطامي :
صريع غوان راقهنّ ورقنه لدن شبّ حتى شاب سود الذوائب
[سورة هود (١١) : آية ٢]
أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (٢)
الإعراب :
(أن) حرف مصدريّ ونصب " ١ "، (لا) نافية " ٢ "، (تعبدوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (إلّا) أداة حصر (اللّه) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل (ألّا تعبدوا..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي بألّا تعبدوا، أو لئلّا تعبدوا.. متعلّق بفعل فصّلت " ٣ ".
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنذير (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنذير " ٤ "، (نذير) خبر إنّ مرفوع (بشير) معطوف بالواو على نذير مرفوع مثله.
جملة :" تعبدوا... " لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ " ٥ ".
وجملة :" إنّني.. نذير " لا محلّ لها في حكم التعليليّة أو استئناف بيانيّ.

_
(١) أو مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن و (لا) ناهية جازمة، والجملة خبر أن المخففة وحينئذ يستحسن إملائيّا أن تكتب منفصلة (أن لا).. أو هو حرف تفسير - وهو اختيار أبي حيّان.
(٢) أو ناهية جازمة في حال كون (أن) مخفّفة من الثقيلة، أو تفسيريّة. [.....]
(٣) أجاز بعضهم أن يكون المصدر المؤوّل خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هي.. وقد ردّ ذلك أبو حيان.
(٤) يعود الضمير على الكتاب.. ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف حال - نعت تقدّم على المنعوت - ويعود الضمير حينئذ على لفظ الجلالة أو على الكتاب.
(٥) أو هي تفسيريّة، سبقت (أن) بفعل فصلت وفيه معنى القول دون حروفه، وهذا أظهر لأنه لا يحتاج إلى إضمار.


الصفحة التالية
Icon