وذكر التِّرمذيّ الحكيم في "نوادر الأصول" بإسناده عن زيد بن أسلم :" أن الأشعريين أبا موسى وأبا مالك وأبا عامر في نفر منهم، لما هاجروا وقدموا على رسول الله ﷺ في ذلك وقد أَرْمَلوا من الزاد، فأرسلوا رجلاً منهم إلى رسول الله ﷺ يسأله، فلما انتهى إلى باب رسول الله ﷺ سمعه يقرأ هذه الآية ﴿ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأرض إِلاَّ عَلَى الله رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ فقال الرجل : ما الأشعريّون بأهون الدواب على الله ؛ فرجع ولم يدخل على رسول الله ﷺ ؛ فقال لأصحابه : أبشروا أتاكم الغوث، ولا يظنون إلا أنه قد كلم رسول الله ﷺ فوعده ؛ فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجلان يحملان قصعة بينهما مملوءة خبزاً ولحماً فأكلوا منها ما شاؤوا، ثم قال بعضهم لبعض : لو أنا رددنا هذا الطعام إلى رسول الله ﷺ ليقضي به حاجته ؛ فقالوا للرجلين : اذهبا بهذا الطعام إلى رسول الله ﷺ فإنا قد قضينا منه حاجتنا، ثم إنهم أتوا رسول الله ﷺ فقالوا : يا رسول الله ما رأينا طعاماً أكثر ولا أطيب من طعام أرسلت به ؛ قال :"ما أرسلت إليكم طعاماً" فأخبروه أنهم أرسلوا صاحبهم، فسأله رسول الله ﷺ فأخبره ما صنع، وما قال لهم ؛ فقال رسول الله ﷺ :"ذلك شيء رزقكموه الله ".
قوله تعالى :﴿ وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا ﴾ أي من الأرض حيث تأوي إليه.
﴿ وَمُسْتَوْدَعَهَا ﴾ أي الموضع الذي تموت فيه فتدفن ؛ قاله مِقْسَم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وقال الربيع بن أنس :﴿ مُستَقَرَّهَا ﴾ أيام حياتها.
﴿ وَمُسْتَوْدَعَهَا ﴾ حيث تموت وحيث تبعث.
وقال سعيد بن جُبير عن ابن عباس :﴿ مُسْتَقرَّهَا ﴾ في الرّحِم، ﴿ وَمُسْتَودَعَهَا ﴾ في الصلب.