وظاهر كلام البحر أن ذلك مقيس فكل ما يبنى من الثلاثي للثبوت والاستقرار على غير وزن فاعل يرد إليه إن أريد معنى الحدوث من غير توقف على سماع، وقيل : إن العدول لمشاركة ﴿ تَارِكٌ ﴾ وليس بذلك.
﴿ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنُزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ ﴾ أي مال كثير، وعبروا بالإنزال دون الإعطاء لأن مرادهم التعجيز بكون ذلك على خلاف العادة لأن الكنوز إنما تكون في الأرض ولا تنزل من السماء، ويحتمل أنهم أرادوا بالإنزال الإعطاء من دون سبب عادي كما يشير إليه سبب النزول أي لولا أعطى ذلك ليتحقق عندنا صدقه.
﴿ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ ﴾ يصدقه لنصدقه، روي أنهم قالوا : اجعل لنا جبال مكة ذهباً أو ائتنا بملائكة يشهدون بنبوتك إن كنت رسولاً فنزلت، وروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن كلاً من القولين قالته طائفة فقال عليه الصلاة والسلام : لا أقدر على ذلك فنزلت، وقيل : القائل لكل عبد الله بن أمية المخزومي، ووجه الجمع عليه يعلم مما مر غير مرة، ومحل ﴿ أَن يَقُولُواْ ﴾ نصب.
أو جر وكان الأصل كراهة.
أو مخافة ﴿ أَن يَقُولُواْ ﴾ أو لئلا.
أو لأن.
أو بأن يقولوا، ولوقوع القول قالوا : إن المضارع بمعنى الماضي، و﴿ إن ﴾ المصدرية خارجة عن مقتضاها، ورجحوا تقدير الكراهة على المخافة لذلك، وقد يراد عند تقديرها مخافة أن يكرروا هذا القول ؛ واختار بعض أن يكون المعنى على الجميع أن يقولوا مثل قولهم لولا الخ فإن على مقتضاها، ولا يرد شيء ﴿ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ ﴾ أي ليس عليك إلا الإنذار بما أوحى غير مبال بما يصدر عنهم ﴿ والله على كُلّ شَىْء وَكِيلٌ ﴾ أي قائم به وحافظ له فيحفظ أحوالك وأحوالهم فتوكل عليه في جميع أمورك فإنه فاعل بهم ما يليق بحالهم، والاقتصار على النذير في أقصى غاية من إصابة المحز، والآية قيل : منسوخة، وقيل : محكمة. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١٢ صـ ﴾