وقال ابن جزى :
﴿ أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ ﴾
والمراد بمن كان على بينة من ربه : النبي ﷺ والمؤمنون لقوله بعد ذلك ﴿ أولئك يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾، ومعنى البينة : البرهان العقلي والأمر الجلي ﴿ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ﴾ الضمير في يتلوه للبرهان وهو البينة ولمن كان على بينةمن ربه، والضمير في منه للرب تعالى، ويتلوه هنا بمعنى يتبعه، والشاهد : يريد به القرآن فالمعنى يتبع ذلك البرهان شاهد من الله وهو القرآن، فيزيد وضوحه وتعظم دلالته، وقيل : إن الشاهد المذكور هنا هو علي بن أبي طالب (١)
﴿ وَمِن قَبْلِهِ كتاب موسى ﴾ أي ومن قبل ذلك الكتاب الشاهد كتاب موسى، وهو أيضاً دليل آخر متقدم، وقد قيل : أقوال كثيرة في معنى هذه الآية وأرجحها ما ذكرنا ﴿ وَمِنَ الأحزاب ﴾ [ الرعد : ٣٦ ] أي من أهل مكة. أ هـ ﴿التسهيل حـ ٢ صـ ١٠٢ ـ ١٠٣﴾
_________
(١) كلام فى غاية البعد. والله أعلم.