وقوله سبحانه وتعالى :﴿ ومن قبله ﴾ يعني ومن قبل نزول القرآن وإرسال محمد ( ﷺ ) ﴿ كتاب موسى ﴾ يعني التوراة ﴿ إماماً ورحمة ﴾ يعني أنه كان إماماً لهم يرجعون إليه في أمور الدين والأحكام والشرائع وكونه رحمة لأنه الهادي من الضلال وذلك سبب حصول الرحمة وقوله تعالى :﴿ أولئك يؤمنون به ﴾ يعني أن الذين وصفهم الله بأنهم على بينة من ربهم هم المشار إليهم بقوله ولئك يؤمنون به يعني بمحمد ( ﷺ ) وقيل أراد الذين أسلموا من أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأصحابه ﴿ ومن يكفر به ﴾ يعني بمحمد ( ﷺ ) ﴿ من الأحزاب ﴾ يعني من جميع الكفار وأصحاب الأديان المختلفة فتدخل فيه اليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأوثان وغيرهم والأحزاب والفرق الذين تحزبوا وتجمعوا على مخالفة الأنبياء ﴿ فالنار موعده ﴾ يعني في الآخرة روى البغوي بسنده عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( ﷺ ) " والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ومات ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار " قال سعيد بن جبير : ما بلغني حديث عن رسول الله ( ﷺ ) على وجهه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله حتى بلغني هذا الحديث لا يسمع بي أحد من هذه الأمة الحديث، قال سعيد : فقلت أين هذا في كتاب الله حتى أتيت على هذه الآية ﴿ ومن قبله كتاب موسى ﴾ إلى قوله سبحانه وتعالى :﴿ ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ﴾ قال فالأحزاب أهل الملل كلها ثم قال سبحانه وتعالى :﴿ فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ﴾ فيه قولان أحدهما أن معناه فلا تك في شك من صحة هذا الدين ومن كون القرآن نازلاً من عند الله فعلى هذا القول يكون متعلقاً بما قبله من قوله تعالى :﴿ أم يقولون افتراه ﴾ والقول الثاني : إنه راجع إلى قوله ﴿ ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ﴾ يعني فلا تك في شك من أن النار