وجوز أن تكون الكاف نفسها خبر المبتدأ ويكون معناها معنى المثل، ولا حاجة إلى تقدير مضاف أي مثل الفريقين مثل الأعمى والأصم والبصير والسميع ﴿ هَلْ يَسْتَوِيَانِ ﴾ يعني الفريقين المذكورين، والاستفهام إنكاري مذكر على ما قيل : لما سبق من إنكار المماثلة في قوله سبحانه :﴿ أَفَمَن كَانَ على بَيّنَةٍ مّن رَّبّهِ ﴾ [ هود : ١٧ ] الخ ﴿ مَثَلاً ﴾ أي حالا وصفة ونصبه على التمييز المحول عن الفاعل، والأصل هل يستوي مثلهما.
وجوز ابن عطية أن يكون حالا، وفيه بعد ﴿ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ﴾ أي أتشكون في عدم الاستوار وما بينهما من التباين أو تغفلون عنه فلا تتذكرونه بالتأمل فيما ذكر لكم من المثل، فالهمزة للاستفهام الإنكاري وهو وارد على المعطوفين معاً أو أتسمعون هذا فلا تتذكرون فيكون الإنكار وارداً على عدم التذكر بعد تحقق ما يوجب وجوده وهو المثل المضروب أي أفلا تفعلون التذكر، أو أفلا تعقلون، ومعنى إنكار عدم التذكر استبعاده من المخاطبين وأنه مما لا يصح أن يقع، وليس من قبيل الإنكار في ﴿ أَفَمَن كَانَ على بَيّنَةٍ مّن رَّبّهِ ﴾ [ هود : ١٧ ] و﴿ هَلْ يَسْتَوِيَانِ ﴾ فإن ذلك لنفي المماثلة ونفي الاستواء. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon