وقال الحسنُ : كان طولُها ألفاً ومائتي ذراعٍ وعَرضُها ستَّمائةِ ذراعٍ. وقيل : إن الحَواريين قالوا لعيسى عليه الصلاة والسلام : لو بعثت لنا رجلاً شهد السفينةَ يحدثنا عنها، فانطلق بهم حتى انتهى إلى كثيب من تراب فأخذ كفاً من ذلك الترابِ فقال : أتدرون مَنْ هذا؟ قالوا : الله ورسولُه أعلم، قال هذا كعبُ بنُ حام قال : فضرب بعصاه فقال : قم بإذن الله فإذا هو قائمٌ ينفض التراب عن رأسه وقد شاب، فقال له عيسى عليه الصلاة والسلام : أهكذا هلكْتَ؟ قال : لا، متُّ وأنا شابٌّ ولكني ظننتُ أنها الساعة فمِنْ ثَمَّةَ شِبْتُ، فقال : حدثنا عن سفينة نوحٍ، قال : كان طولُها ألفاً ومائتي ذراعٍ وعَرضُها ستمائة ذراع، وكانت ثلاثَ طبقاتٍ طبقةٌ للدواب والوحش وطبقةٌ للإنس وطبقةٌ للطير، ثم قال : عُدْ بإذن الله تعالى كما كنت فعاد تراباً.
﴿ وَلاَ تخاطبنى فِى الذين ظَلَمُواْ ﴾ أي لا تراجِعْني فيهم ولا تدعُني ياستدفاع العذابِ عنهم وفيه من المبالغة ما ليس فيما لو قيل : ولا تدعُني فيهم، وحيث كان فيه ما يلوح بالسبيبة أُكّد التعليلُ فقيل :﴿ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ ﴾ أي محكومٌ عليهم بالإغراق قد مضى به القضاءُ وجفّ القلمُ فلا سبيل إلى كفه ولزِمتْهم الحُجةُ فلم يبقَ إلا أن يُجعلوا عِبرةً للمعتبرين ومثلاً للآخرين. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾