﴿ وَأَهْلَكَ ﴾ عطفٌ على زوجين أو على اثنين والمرادُ امرأتُه وبنوه ونساؤهم ﴿ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ القول ﴾ بأنه من المغرَقين بسبب ظلمِهم في قوله تعالى :﴿ وَلاَ تخاطبنى فِى الذين ظَلَمُواْ ﴾ الآية، والمرادُ به ابنُه كنعان وأمُّه واعلةُ فإنهما كانا كافرين والاستثناءُ منقطِعٌ إن أريد بالأهل الأهلُ إيماناً وهو الظاهرُ كما ستعرفه أو متصلٌ إن أريد به الأهلُ قرابة ويكفي في صحة الاستثناءِ المعلوميةُ عند المراجعةِ إلى أحوالهم والتفحّصُ عن أعمالهم، وجيء بعلى لكون السابقِ ضارًّا لهم كما جيء باللام فيما هو نافعٌ لهم من قوله عز وجل :﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المرسلين ﴾ وقوله :﴿ إِنَّ الذين سَبَقَتْ لَهُمْ مّنَّا الحسنى ﴾ ﴿ وَمَنْ ءامَنَ ﴾ من غيرهم، وإفرادُ الأهلِ منهم للاستثناءِ المذكورِ، وإيثارُ صيغةِ الإفراد في آمن محافظةً على لفظ مَنْ للإيذان بقلتهم كما أعرب عنه قولُه عز قائلاً :﴿ وَمَا ءامَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ﴾ قيل : كانوا ثمانيةً، نوحٌ عليه الصلاة والسلام وأهلُه وبنوه الثلاثةُ ونساؤُهم. وعن ابن إسحاقَ كانوا عشرةً، خمسةَ رجالٍ وخمسَ نسوةٍ، وعنه أيضاً أنهم كانوا عشرةً سوى نسائِهم وقيل : كانوا اثنين وسبعين رجلاً وامرأةً، وأولادُ نوحٍ سامٌ وحامٌ ويافث ونساؤُهم فالجميع ثمانيةٌ وسبعون نصفُهم رجالٌ ونصفُهم نساء، واعتبارُ المعيةِ في إيمانهم للإيماء إلى المعية في مقرّ الأمانِ والنجاة. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon