يقال : رسا الشيء يرسو إذا ثبت وأرساه غيره، قال تعالى :﴿والجبال أرساها﴾ [ النازعات : ٣٢ ] قال ابن عباس : يريد تجري بسم الله وقدرته، وترسو بسم الله وقدرته، وقيل : كان إذا أراد أن تجري بهم قال :﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾ فتجري، وإذا أراد أن ترسو قال : بسم الله مرساها فترسو.
المسألة الثانية :
ذكروا في عامل الإعراب في ﴿بِسْمِ اللَّهِ مجريها﴾ وجوهاً : الأول : اركبوا بسم الله، والثاني : ابدؤا بسم الله، والثالث : بسم الله إجراؤها وإرساؤها، وقيل : إنها سارت لأول يوم من رجب، وقيل : لعشر مضين من رجب، فصارت ستة أشهر، واستوت يوم العاشر من المحرم على الجودي.
المسألة الثالثة :
في الآية احتمالان :
الاحتمال الأول : أن يكون مجموع قوله :﴿وَقَالَ اركبوا فِيهَا بِسْمِ الله مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا﴾ كلاماً واحداً، والتقدير : وقال اركبوا فيها بسم مجريها ومرساها، يعني ينبغي أن يكون الركوب مقروناً بهذا الذكر.
والاحتمال الثاني : أن يكونا كلامين، والتقدير : أن نوحاً عليه السلام أمرهم بالركوب، ثم أخبرهم بأن مجريها ومرساها ليس إلا بسم الله وأمره وقدرته.
فالمعنى الأول : يشير إلى أن الإنسان لا ينبغي أن يشرع في أمر من الأمور إلا ويكون في وقت الشروع فيه ذاكراً لاسم الله تعالى بالأذكار المقدسة حتى يكون ببركة ذلك الذكر سبباً لتمام ذلك المقصود.