وقرأ يحيى بن وثاب بفتح الميمين، إِلا أنه أمال الراء والسين فيهما، وقرأ أبو عمران الجوني، وابن جبير، برفع الميم فيهما، وفتح الراء والسين، وبألف بعدهما جميعاً.
فمن قرأ بضم الميمين، جعله من أجرى وأرسى.
ومن فتحهما، جعله مصدراً من جرى الشيء يجري مَجرى، ورسى يرسي مَرسى.
قال الزجاج : قوله :﴿ بسم الله ﴾ أي : بالله، والمعنى : أنه أمرهم أن يسمُّوا في وقت جريها ووقت استقرارها.
ومن قرأ بضم الميمين، فالمعنى : بالله إِجراؤها، وبالله إِرساها.
ومن فتحهما، فالمعنى : بالله يكون جريها، وبالله يقع إِرساؤها، أي : إِقرارها.
وسمعت شيخنا أبا منصور اللغوي يقول : من ضم الميم في "مُجراها" أراد : أجراها اللهُ مجرىً، ومن فتحها، أراد : جرت مَجرى.
وقال الضحاك : كان إِذا أراد أن تجري، قال : بسم الله، فجرت.
وإذا أراد أن ترسي، قال : بسم الله، فرست.
قوله تعالى :﴿ وهي تجري بهم في موج كالجبال ﴾
شبهه بالجبال في عِظَمه وارتفاعه، ويقال : إِن الماء أرتفع على أطول جبل في الأرض أربعين ذراعاً، ويروي خمس عشرة ذراعاً.
وذكر بعض المفسرين أنه ارتفع نحو السماء سبعين فرسخاً من الأرض.
قوله تعالى :﴿ ونادى نوح ابنه ﴾ لا يختلفون أنه كان كافراً.
وفي اسمه قولان :
أحدهما : كنعان، وهو قول الأكثرين.
والثاني : اسمه يام، قاله أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال عبيد بن عمير، وابن إِسحاق.
قوله تعالى :﴿ وكان في مَعْزِلٍ ﴾ المعزل : المكان المنقطع.
ومعنى العزل : التنحية.
وفي معنى الكلام وجهان ذكرهما الزجاج.
أحدهما : في معزل من السفينة.
والثاني : في معزل من دين أبيه.
قوله تعالى :﴿ يابني اركب معنا ﴾ قرأ ابن كثير، ونافع، وأبوعمرو، وعاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي "يابني اركب" مضافة، بكسر الياء.
وروى أبوبكر عن عاصم "يابنيَ" مفتوحة الياء ها هنا، وباقي القرآن مكسورة.


الصفحة التالية
Icon