بلادكم ورزقكم المال والولد، فذلك قوله :﴿يُرْسِلِ السماء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً﴾ والمدرار الكثير الدر وهو من أبنية المبالغة وقوله :﴿وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إلى قُوَّتِكُمْ﴾ ففسروا هذه القوة بالمال والولد، والشدة في الأعضاء، لأن كل ذلكم ما يتقوى به الإنسان.
فإن قيل : حاصل الكلام هو أن هوداً عليه السلام قال : لو اشتغلتم بعبادة الله تعالى لانفتحت عليكم أبواب الخيرات الدنيوية، وليس الأمر كذلك، لأنه عليه الصلاة والسلام قال :" خص البلاء بالأنبياء ثم الأولياء ثم الأمثل فالأمثل " فكيف الجمع بينهما، وأيضاً فقد جرت عادة القرآن بالترغيب في الطاعات بسبب ترتيب الخيرات الدنيوية والأخروية عليها، فأما الترغيب في الطاعات، لأجل ترتيب الخيرات الدنيوية عليها، فذلك لا يليق بالقرآن بل هو طريق مذكور في التوراة.
الجواب : أنه لما أكثر الترغيب في السعادات الأخروية لم يبعد الترغيب أيضاً في خير الدنيا بقدر الكفاية.
وأما قوله :﴿وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ﴾ فمعناه : لا تعرضوا عني وعما أدعوكم إليه وأرغبكم فيه مجرمين أي مصرين على إجرامكم وآثامكم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٨ صـ ٨ ـ ١١﴾