أمم سنمتعهم، وإنما حذف لأن ممن معك يدل عليه ﴿ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ أي في الآخرة، والمعنى أن السلام منا والبركات عليك وعلى أمم مؤمنين ينشؤون ممن معك.
وممن معك أمم ممتعون بالدنيا منقلبون إلى النار وكان نوح عليه السلام أبا الأنبياء، والخلق بعد الطوفان منه وممن كان معه في السفينة، وعن محمد بن كعب : دخل في ذلك السلام كل مؤمن ومؤمنة إِلى يوم القيامة وفيما بعده من المتاع والعذاب كل كافر.
﴿ تِلْكَ ﴾ إشارة إلى قصة نوح عليه السلام ومحلها الرفع على الابتداء والجمل بعدها وهي ﴿ مِنْ أَنْبَاء الغيب نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ ﴾ أخبار أي تلك القصة بعض أنباء الغيب موحاة إليك مجهولة عندك وعند قومك ﴿ مّن قَبْلِ هذا ﴾ الوقت أو من قبل إيحائي إليك وإخبارك بها ﴿ فاصبر ﴾ على تبليغ الرسالة وأذى قومك كما صبر نوح، وتوقع في العاقبة لك ولمن كذبك نحو ما كان لنوح وقومه ﴿ إِنَّ العاقبة ﴾ في الفوز والنصر والغلبة ﴿ لّلْمُتَّقِينَ ﴾ عن الشرك.
﴿ وإلى عَادٍ أَخَاهُمْ ﴾ واحداً منهم، وانتصابه للعطف على ﴿ أرسلنا نوحاً ﴾ أي وأرسلنا إلى عاد أخاهم ﴿ هُودًا ﴾ عطف بيان ﴿ قَالَ يَا قََوْم اعبدوا الله ﴾ وحدوه ﴿ مَا لَكُم مّنْ إله غَيْرُهُ ﴾ بالرفع : نافع صفة على محل الجار والمجرور، وبالجر : عليّ على اللفظ ﴿ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ ﴾ تفترون على الله الكذب باتخاذكم الأوثان له شركاء ﴿ ياقوم لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى الذى فَطَرَنِى ﴾ ما من رسول إلا واجه قومه بهذا القول لأن شأنهم النصيحة والنصيحة لا يمحضها إلا حسم المطامع، وما دام يتوهم شيء منها لم تنجع ولم تنفع ﴿ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ إذ تردون نصيحة من لا يطلب عليها أجراً إلا من الله وهو ثواب الآخرة، ولا شيء أنفى للتهمة من ذلك.