وقال القرطبى :
﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ﴾
قوله تعالى :﴿ وإلى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً ﴾ أي وأرسلنا، فهو معطوف على ﴿ أَرْسَلْنَا نُوحاً ﴾.
وقيل له أخوهم لأنه منهم، وكانت القبيلة تجمعهم ؛ كما تقول : يا أخا تميم.
وقيل : إنما قيل له أخوهم لأنه من بني آدم كما أنهم من بني آدم ؛ وقد تقدّم هذا في "الأعراف" وكانوا عبدة الأوثان.
وقيل : هم عادان، عاد الأولى وعاد الأخرى، فهؤلاء هم الأولى ؛ وأما الأخرى فهو شدّاد ولقمان المذكوران في قوله تعالى :﴿ إِرَمَ ذَاتِ العماد ﴾ [ الفجر : ٧ ].
وعاد اسم رجل ثم استمر على قوم انتسبو إليه.
﴿ قَالَ ياقوم اعبدوا الله مَا لَكُمْ مِّنْ إله غَيْرُهُ ﴾ بالخفض على اللفظ، و"غيره" بالرفع على الموضع، و"غيرَه" بالنصب على الاستثناء.
﴿ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ ﴾ أي ما أنتم في اتخاذكم إلهاً غيره إلا كاذبون عليه جلّ وعزّ.
قوله تعالى :﴿ يا قوم لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الذي فطرني ﴾ تقدّم معناه.
والفِطرة ابتداء الخلق.
﴿ أَفَلاَ تَعْقِلُون ﴾ ما جرى على قوم نوح لما كذبوا الرسل.
قوله تعالى :﴿ ويا قوم استغفروا رَبَّكُمْ ثُمَّ توبوا إِلَيْهِ ﴾ تقدّم في أوّل السورة.
﴿ يُرْسِلِ السمآء ﴾ جزم لأنه جواب وفيه معنى المجازاة.
﴿ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً ﴾ نصب على الحال، وفيه معنى التكثير ؛ أي يرسل السماء بالمطر متتابعاً يتلو بعضه بعضاً ؛ والعرب تحذف الهاء في مِفعال على النسب، وأكثر ما يأتي مِفعال من أفعل، وقد جاء هاهنا من فَعل ؛ لأنه من درّت السماء تَدِر وتَدُر فهي مدرار.
وكان قوم هود أعني عاداً أهل بساتين وزروع وعمارة، وكانت مساكنهم الرمال التي بين الشام واليمن كما تقدّم في "الأعراف".
﴿ وَيَزِدْكُمْ ﴾ عطف على يرسل.
﴿ قُوَّةً إلى قُوَّتِكُمْ ﴾ قال مجاهد : شدّة على شدّتكم.
الضحاك : خصباً إلى خصبكم.