وقال أبو حيان :
﴿ قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ ﴾
اعتراه بكذا : أصابه به، وقيل افتعل من عراه يعروه.
الناصية : منبت الشعر في مقدم الرأس، ويسمى الشعر النابت هناك ناصية باسم منبته.
ونصوت الرجل انصوه نصواً، مددت ناصيته.
﴿ قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتهآ إن ربي على صراط مستقيم فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوماً غيركم ولا تضرونه شيئاً إن ربي على كل شيء حفيظ ﴾ : ببينة أو بحجة واضحة تدل على صدقك، وقد كذبوا في ذلك وبهتوه كما كذبت قريش في قولهم :﴿ لولا أنزل عليه آية من ربه ﴾ وقد جاءهم بآيات كثيرة، أو لعمائهم عن الحق وعدم نظرهم في الآيات اعتقدوا ما هو آية ليس بآية فقالوا : ما جئتنا ببينة تلجئنا إلى الإيمان، وإلا فهود وغيره من الأنبياء لهم معجزات وإن لم يعين لنا بعضها.
ألا ترى إلى قول رسول الله ( ﷺ ) :" ما من نبي إلا وقد أوتي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر " وعن في عن قولك حال من الضمير في تاركي آلهتنا، كأنه قيل : صادرين عن قولك، قاله الزمخشري.